العالم يحتفي بيوم "العصا البيضاء" لزيادة الوعي بحقوق المكفوفين
العالم يحتفي بيوم "العصا البيضاء" لزيادة الوعي بحقوق المكفوفين
يحتفل العالم في يوم 15 أكتوبر من كل عام، بيوم «العصا البيضاء»، وذلك بهدف تشجيع المكفوفين على استخدام تلك العصا، وتم تخصيص هذا اليوم لزيادة الوعي بالحقوق التي من المفترض أن يحصل عليها المكفوفون.
ويحتفل العالم بيوم «العصا البيضاء» منذ عام 1964 بعد أن أسسه الرئيس الأمريكي السابق ليندون جونسون، في محاولة منه لنشر الوعي بشكل أكبر حول الأشخاص الذين يستخدمونها.
«العصا البيضاء» هي وسيلة تعويضية يستخدمها المكفوفون ويعتمدون عليها لتحسس الطريق، وتجنب الاصطدام بالأجسام التي تصادفهم أثناء سيرهم، وذلك من خلال تحريكها إلى الأمام والجانبين، وتعتبر وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن حامل هذه العصا كفيف إذا كانوا يريدون التطوع لمساعدته ولتنبيه قادة السيارات للوقوف أثناء سير حاملها حتى يمر.
ماذا تمثل العصا البيضاء؟
لقد أصبحت العصا البيضاء رمزا للحرية والاستقلالية والثقة، واستخدامها يمكن الكفيف من التحرك بحرية في محيطه، فإذا ما أتقن الكفيف استخدامها، يمكنه حينئذ إنجاز أعماله ومهامه اليومية بسهولة.
إن الكفيف الذي يتقن المشي بمفرده باستخدام العصا البيضاء شخص قد تقبل إعاقته البصرية ويتعايش معها.
يوم العصا البيضاء
يحتفل العالم أجمع بيوم العصا البيضاء ويعترف فيه بحركة المكفوفين التي نقلتهم من حياة التبعية إلى المشاركة الكاملة في المجتمع.. إن العصا البيضاء هي رمز لفقدان البصر وتؤكد حق المكفوفين في ممارسة نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون.
لقد حررت العصا البيضاء المكفوفين وسمحت لهم بالتحرك والانتقال بأمان معتمدين على أنفسهم، إلا أنهم لن يحصلوا على استقلالهم الكامل إلا عندما يدرك أفراد المجتمع أن المكفوفين لهم حق العمل والعيش كباقي أفراد المجتمع.
لقد عاش المكفوفون في ما مضى حياة ملؤها العزلة والتبعية، وكانت فرص حصولهم على التعليم والتوظيف والدمج الاجتماعي نادرة وبعيد كل البعد عن توقعاتهم.. وعليه فقد اعتاد المجتمع والمكفوفون أنفسهم على النظر للمكفوف كشخص لا حيلة له عالة على عائلته أو مجتمعه.
وزادت فرص المكفوفين اليوم وتحسنت، وأدركوا أنه متى ما توفرت لهم المواد والمهارات المتخصصة فإنهم يستطيعون المنافسة في مجالي التعليم والعمل والمشاركة الكاملة في جميع جوانب المجتمع. ولقد ساهمت أمور كثيرة في تحسين ظروف المكفوفين، وأبرزها كانت القدرة على القراءة والكتابة باستخدام طريقة بريل، والتي جاءت معها الفرصة لاكتساب العلم والمعرفة والاستعداد للعمل في وظائف ذات قيمة.
ولكن التعليم وحده لن يقود الكفيف للعمل إلا إذا تمكن من التحرك والانتقال باستقلالية وأمان من منزله وحتى مقر عمله.. وكذلك الحال مع الدمج الاجتماعي الذي يتطلب من الكفيف الحركة من مكان إلى آخر بدون الاعتماد على عائلته أو أصدقائه.
وبالعودة إلى أقدم ما ذكره التاريخ عن استخدام العصا، فإن المكفوفين استخدموا أنواعا مختلفة من العصي لمساعدتهم على التحرك بأمان في المناطق المألوفة وغير المألوفة بالنسبة لهم، إن المقدرة على التحرك باستخدام العصا البيضاء أمر أساسي لتعزيز ثقة الكفيف بنفسه والتمتع بحياة طبيعية ذات فائدة.
وفي أبسط صورها فإنها توفر للكفيف ممرا سالكا وتحذره من العوائق كالحواف الحادة ودرجات السلالم، وبالطبع فإن المهارات الجيدة للتحرك تشتمل ما هو أكثر من القدرة فقط على إيجاد ممر آمن، فعند تلقي الكفيف للتدريب اللازم، يمكنه عندها اكتساب المهارات والاستراتيجيات اللازمة لجمع المعلومات المتعلقة بمحيطه، وتحسس طريقه في الأماكن المألوفة وغير المألوفة.
وباستخدام العصا البيضاء يمكن للكفيف أن يتنقل بسهولة في المباني ومراكز التسوق وفي حيه السكني، وباستخدام إشارات المرور الصوتية، يمكنه عبور الشوارع ذات الإشارات الضوئية.. كما أن المكفوفين يستخدمون وسائل المواصلات العامة بشكل نظامي كالحافلات وقطارات النقل السريع.. وبالطبع فإن الكفيف عادة ما يحتاج لأن يطلب من الآخرين أن يدلوه على الطريق، بيد أنه من غير الضروري إرشاد المكفوفين وقيادتهم من مكان لآخر.. إذا احتاج الكفيف للمساعدة، فإنه سيطلبها وسيكون ممتنا لذلك، لذلك نجد أن العصا البيضاء أداة عملية غير مسبوقة في مجالها.
وعلى الرغم من أن المكفوفين في العالم أجمع استخدموا العصي منذ الأزل، فإن استخدام العصا البيضاء على وجه التحديد انتشر في منتصف القرن التاسع عشر.
هناك من يرى أن بريل والعصا البيضاء مجرد أداتين ليس إلا، وبالطبع هما أداتان مهمتان، إلا أن قيمتهما أكبر بكثير من مجرد اكتساب حق التعليم وحرية التنقل في المجتمع.. وفي واقع الأمر، فإنهما رمزان أساسيان لحق المساواة لدى المكفوفين وقدرتهم على عيش حياة كاملة كأعضاء يساهمون في خدمة المجتمع. وبدلا من عيش حياة مقتصرة على التبعية والعزلة نرى أنهم يساهمون اليوم في بناء مجتمعاتهم، ويكونون الأسر، ويشاركون في الحياة العامة، ويشغلون العديد من الوظائف المهمة.
لا يشير الخامس عشر من أكتوبر إلى مقدرة المكفوفين على السير بأمان في شوارع المدن فحسب، بل إنه يهدف أيضا إلى إعلام أفراد المجتمع بحركة المكفوفين وانتقالهم من الفقر والعزلة إلى المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية، فالعصا البيضاء ترمز إلى كرامة ومقدرة المكفوفين.
إن يوم العصا البيضاء فرصة لنشر رسالة مفادها قدرة المكفوفين في العالم أجمع ورغبتهم في تحرير أنفسهم من التبعية والعزلة وتبوء مكانة مساوية في المجتمع.
نسبة ضعاف البصر في العالم
تقول منظمة الصحة العالمية، إنه على الصعيد العالمي يعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص من ضعف في الرؤية القريبة أو البعيدة، وما يقرب من نصفهم أي مليار شخص منهم كان يمكنه تجنب ضعف البصر أو معالجته.
وأوضحت أن الأسباب الرئيسية لضعف البصر أو العمى هو أخطاء الانكسار غير المصححة وكذلك إعتام عدسة العين، مضيفة أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر والعمى تزيد أعمارهم على 50 عامًا، ومع ذلك يمكن أن يؤثر فقدان البصر على الأشخاص من جميع الأعمار.
وأضافت أن ضعف البصر يشكل عبئًا ماليًا عالميًا كبيرًا إذ تقدر التكاليف العالمية السنوية لخسائر الإنتاجية المرتبطة بضعف البصر بـ411 مليار دولار أمريكي.
أسباب الإصابة بضعف البصر
وفقًا للمنظمة، فإن هناك عدة أسباب تؤدي إلى إصابة الشخص بضعف البصر، ومنها:
- التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
- إعتام عدسة العين.
- اعتلال الشبكية السكري.
- الزرق.
- أخطاء الانكسار غير مصححة.